الحلم سبورت : جافي.. من جوهرة برشلونة إلى ورقة احتياطية قابلة للطرد …!

هاي كورة ( مقال لويس ميغيل سانز – SPORT )

يعيش جافي واحدة من أكثر الفترات تعقيدًا في مسيرته مع برشلونة، حيث لم يعد خيارًا أساسيًا في تشكيلة هانز فليك، وسط زحمة النجوم في خط الوسط، ورغم مكانته المهمة في الفريق منذ ظهوره الأول موسم 2021-2022، إلا أن تأثيره في التشكيلة بدأ يتراجع بعد عودته من الإصابة.

كان يُنظر إليه كلاعب لا غنى عنه، لكن الأسابيع الأخيرة شهدت خروجه من الحسابات الأساسية، مع اعتماد المدرب الألماني على بيدري وفرينكي دي يونغ كأساسين لا جدال فيهما.

تعامل فليك بحكمة مع عودة جافي من الإصابة، حيث منحه دقائق تدريجية حتى استعاد إيقاعه وأصبح شبه أساسي في ديسمبر، ولكن مع مرور الوقت، بدا واضحًا أن فليك يفضل خط وسط أكثر هجومية، مما جعل دور جافي يتراجع تدريجيًا.

خلال آخر أربع مباريات، ظهرت ملامح التغيير بوضوح: لم يكن أساسيًا أمام ألافيس، وخرج بين الشوطين ضد إشبيلية بعد تلقيه بطاقة صفراء، وتم استبداله أمام رايو فاليكانو للسبب ذاته، كما لم يشارك ضد لاس بالماس، ودخل في الشوط الثاني أمام أتلتيكو مدريد، لكن لسوء حظه، تزامن نزوله مع عودة الروخيبلانكوس في النتيجة.

يدرك فليك أن الروح القتالية التي يتمتع بها جافي تمنح الفريق دفعة في بعض المواجهات، لكنه لم يعد لاعبًا لا يمس، إذ يتعرض للتبديل كثيرًا أو يبدأ على دكة البدلاء.

يسعي المدرب الألماني لتعزيز النزعة الهجومية في خط الوسط جاء على حساب جافي، ما جعله أحد أكبر المتأثرين في الفريق خلال الفترة الأخيرة.

السؤال المطروح الآن: هل سيتمكن جافي من استعادة مكانه، أم أن فليك سيواصل تقليص دوره في المراحل الحاسمة من الموسم؟

إلى جانب ذلك، يبدو أن التحكيم في الليغا أصبح أكثر صرامة تجاه تدخلات جافي القوية، ما أدى إلى تلقيه عدة بطاقات مؤثرة، هذا النهج في اللعب قد يكون نقطة ضعف يجب عليه معالجتها، وهو أمر يسعى فليك إلى تصحيحه لتحسين مردوده داخل الملعب.

رغم هذا التراجع، لا يزال برشلونة يؤمن بجافي كجزء من مشروعه المستقبلي، حيث جدد عقده طويل الأمد، لكن المنافسة أصبحت أصعب مع بروز لاعبين شبان مثل كاسادو، وتألق بيدري ودي يونغ، بالإضافة إلى انتظار النادي لعودة مارك بيرنال، الذي يُنظر إليه كأحد أفضل لاعبي الارتكاز المستقبليين.

التحدي الأكبر أمام فليك الآن هو إيجاد التوازن المثالي في خط الوسط، حيث باتت التشكيلة الأساسية واضحة في الدفاع والهجوم، بينما يبقى المركز الثالث في الوسط محل صراع بين جافي، كاسادو، فيرمين، وداني أولمو، الوافد الجديد.

مع هذه المنافسة الشرسة، لن يحصل الجميع على الفرصة التي يريدونها، مما يجعل جافي أحد أبرز المتضررين.

سيشارك في المباريات، لكن ليس بالقدر الذي كان يتوقعه، وربما لن يكون حاضرًا في اللحظات الحاسمة كما كان يأمل.